فصل: قال الصابوني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهي نعمة من نعم الله الكثار الكبار.
ويبرز السياق حقيقة زيادة النعمة بالشكر: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}..
مع بيان أن الله غني عن الشكر وعن الشاكرين: {إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد}.
ويقرر السياق أن الإنسان في عمومه لا يشكر النعمة حق الشكر: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار}..
ولكن الذين يتدبرون آيات الله، وتتفتح لها بصائرهم يصبرون على البأساء ويشكرون على النعماء: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}.
ويمثل الصبر والشكر في شخص إبراهيم في موقف خاشع، وفي دعاء واجف، عند بيت الله الحرام، كله حمد وشكر وصبر ودعاء.
{وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب}..
ولأن النعمة والشكر عليها والكفر بها تطبع جو السورة تجيء التعبيرات والتعليقات فيها متناسقة مع هذا الجو: {وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}..: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور}..: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار}..: {اذكروا نعمة الله عليكم}..: {الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق}.. وفي رد الأنبياء على اعتراض المكذبين بأنهم بشر يجيء: {ولكن الله يمن على من يشاء من عباده}..
فيبرز منة الله تنسيقا للرد مع جو السورة كله. جو النعمة والمنة والشكر والكفران..
وهكذا يتساوق التعبير اللفظي مع ظلال الجو العام في السورة كلها على طريقة التناسق الفني في القرآن.. وتنقسم السورة إلى مقطعين متماسكي الحلقات:
المقطع الأول يتضمن بيان حقيقة الرسالة وحقيقة الرسول. ويصور المعركة بين أمة الرسل وفرقة المكذبين في الدنيا وفي الآخرة، ويعقب عليها بمثل الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة.
والمقطع الثاني يتحدث عن نعم الله على البشر، والذين كفروا بهذه النعمة وبطروا. والذين آمنوا بها وشكروا ونموذجهم الأول هو إبراهيم. ويصور مصير الظالمين الكافرين بنعمة الله في سلسلة من أعنف مشاهد القيامة وأجملها، وأحفلها بالحركة والحياة.. ليختم السورة ختاما يتسق مع مطلعها:
هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد، وليذكر أولو الألباب. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة إبراهيم مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية.

.بين يدي السورة:

* تناولت السورة الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة الإيمان بالله، الإيمان بالرسالة، والإيمان بالبعث والجزاء ويكاد يكون محور السورة الرئيسي الرسالة والرسول فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل، وبينت وظيفة الرسول، ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية، فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، جاءوا لتشييد صرح الإيمان، وتعريف الناس بالإله الحق الذي تعنو له الوجوه، وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور، فدعوتُهم واحدة، وهدفهم واحد، وإن كان بينهم اختلافْ في الفروع.
* وقد تحدثت السورة عن رسالة موسى عليه السلام، ودعوته لقومه إلى أن يعبدوا الله ويشكروه، وضربت الأمثال بالمكذبين للرسل، من الأمم السابقة كقوم نوح، وعاد، وثمود، ثم تناولت الآيات موضوع الرسل مع أقوامهم على مر العصور والدهور، وحكت ما جرى بينهم من محاورات ومناورات، انتهت بإهلاك الله للظالمين.
{وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد}.
* وتحدثت السورة عن مشهد من مشاهد الآخرة، حيث يلتقي الأشقياء المجرمون، بأتباعهم الضعفاء، وذكرت ما يدور بينهم من حوار طويل، ينتهي بتكدس الجميع في: {نار جهنم}، يصطلون سعيرها، فلم ينفع الأتباع تلك اللعنات والشتائم، التي وجهوها إلى الرؤساء، فالكل في السعير، ثم ضربت الآيات، مثلا لكلمة الإيمان، وكلمة الضلال، بالشجرة الطيبة، والشجرة الخبيثة، وختمت السورة ببيان مصير الظالمين، يوم الجزاء والدين.

.التسمية:

سميت السورة الكريمة سورة إبراهيم تخليدا لمآثر أب الأنبياء، وإمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام، الذي حطم الأصنام، وحمل راية التوحيد، وجاء بالحنيفية السمحة ودين الإسلام، الذي بعث الله به خاتم المرسلين، وقد قص علينا القرآن الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق، وكلها دعوات إلى الإيمان والتوحيد. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة إبراهيم عليه السلام مكية إلا آيتين منها نزلتا بالمدينة في قتلى قريش يوم بدر كذا قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وقتادة وهما قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} إلى قوله: {وبئس القرار}
ونظيرتها في الكوفي ن والقلم والحاقة وفي المدنيين والمكي سبأ فقط وفي الشامي سبأ والقمر والمدثر وفي البصري الحاقة فقط.
وكلمها ثماني مئة وإحدى وثلاثون كلمة.
وحروفها ثلاثة آلاف وأربع مئة وأربعة وثلاثون حرفا.
وهي خمسون وآية في البصري وآيتان في الكوفي وأربع في المدنيين والمكي وخمس في الشامي.
اختلافها سبع آيات: {لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} و: {أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور} لم يعدهما الكوفي والبصري وعدهما الباقون: {وعاد وثمود} لم يعدها الكوفي والشامي وعدها الباقون: {بخلق جديد} عدها المدني الأول والكوفي والشامي ولم يعدها الباقون: {وفرعها في السماء} لم يعدها المدني الأول وعدها الباقون: {وسخر لكم الليل والنهار} لم يعدها البصري وعدها الباقون: {عما يعمل الظالمون} عدها الشامي ولم يعدها الباقون وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع أربعة مواضع: {الشمس والقمر دائبين} إلى: {أجل قريب}: {غير الأرض والسماوات}: {سرابيلهم من قطران}

.ورؤوس الآي:

*- {إلى النور}.
*- {الحميد}.
1- {شديد}.
2- {بعيد}.
3- {الحكيم}.
4- {إلى النور}.
*- {شكور}.
5- {عظيم}.
6- {لشديد}.
7- {حميد}.
8- {وثمود}.
*- {مريب}.
9- {مبين}.
10- {المؤمنون}.
11- {المتوكلون}.
12- {الظالمين}.
13- {وعيد}.
14- {عنيد}.
15- {صديد}.
16- {غليظ}.
17- {البعيد}.
18- {بعزيز}.
20- {محيص}.
21- {أليم}.
22- {سلام}.
23- {في السماء}.
24- {يتذكرون}.
25- {قرار}.
26- {يشاء}.
27- {البوار}.
28- {القرار}.
29- {النار}.
30- {ولا خلال}.
31- {الأنهار}.
32- {والنهار}.
33- {كفار}.
34- {الأصنام}.
35- {رحيم}.
36- {يشكرون}.
37- {في السماء}.
38- {الدعاء}.
39- {دعاء}.
40- {الحساب}.
41- {الأبصار}.
42- {هواء}.
43- {زوال}.
44- {الأمثال}.
45- {الجبال}.
46- {ذو انتقام}.
47- {القهار}.
48- {الأصفاد}.
49- {النار}.
50- {الحساب}.
51- {الألباب}. اهـ.